مقدمة
الحمد لله الذى أرسل رسله ، وأنزل عليهم شرائعه ، وجعل العلماء الأولياء هم ورثتهم . والصلاة والسلام على من هو الإنسان الكامل ، والأدب الخالص ، الذى لم يورث دينارا ولا درهما ، وإنما ورث العلم والدين ، فمن أخذهما فهو على ميراثه صلى الله عليه وسلم .
وبعد : فهذه رسالة لطيفة فى آداب السادة الشاذلية التى ربى مولانا الشيخ عبد القادر عوض الشاذلى مريديه عليها ، وهى تناظر الرسالة الأخرى التى جمعتها فى آداب السادة النقشبندية .
والمقصود منهما أن أبين صورة الطريق فى القرن الخامس عشر الهجرى ، وأبين ما أدركنا عليه مشايخنا من الآداب والعمل ، وقد جريت فى هذه الرسالة ونظيرتها على طريقة سيدى العارف عبد الوهاب الشعرانى فى التأليف بحسب الواقعة والخاطر والحال والوارد ، دون تقيد بصنعة تأليفية .
وإنما أجمع فيه ما وجدت مشايخنا عليه بالفعل ، ولست أذكر فيه شيئا منقولا من بطون الكتب ، بل أريد أن يكون رصدا واقعيا للطريق فى قرننا هذا دون زيادة على ذلك .
والحكمة الباعثة على جمعه هو إظهار فضل مشايخنا أولا ، وبيان أن الطريق ما زال بخير ، وفيه مشايخ أكابر يشغلون المريد بما يرقيه فى مقامات الرجال ، مع التزامهم التام بالكتاب والسنة ، وجعلهما الميزان الدائم لكل صغير أو كبير من أمورهم ، والتنزه عن البدع والمحدثات ، وإكثارهم الإنكار على ذلك ، وبيانهم أن ما يقع من المنتسبين إلى التصوف من ذلك هو أمر خارج الشرع ، وإنكارهم أيضا على المعارضين للطريق بجهل وغباوة ، دون أن يتبينوا الصواب والحق من خلال ملاقاة أكابر المشايخ الصادقين العالمين العاملين .
فهذا الرسالة ونظيرتها كالميزان للمنتسبين للتصوف ، والمنكرين عليه ، على السواء .وقد أخذ سيدنا الشيخ عبد القادر عوض الشاذلى المولود (سنة 1922 م) الطريق عن سيدى أحمد العيسوى المتوفى (عصر السبت 26 صفر 1385 هـ - 26 / 6/ 1965م ، والمولود فى 21 / 4 / 1904م) والقائم ضريحه بالمنصورة بمسجده الشهير ، عن سيدى العدوى (ت 1360 هـ) والقائم ضريحه بالمنصورة بجوار مسجد القهوجى بسوق الحدادين ، عن سيدى جمال الدين بن سيدى أبى المحاسن القاوقجى (ت 1344 هـ) القائم ضريحه بالقاهرة بجبانة المجاورين ، عن سيدى العلامة المحدث العارف أبى المحاسن القاوقجى (ت 1305 هـ) ، عن سيدى محمد البهى ( ت 1260 هـ ) والقائم ضريحه بطنطا بالميدان الأحمدى قريبا من مسجد سيدى أحمد البدوى .

السبت، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤

أحباب سيدنا الشيخ عبد القادر عوض قدس سره العزيز:
ﻻ تحزنوا ﻻنتقال سيدنا الشيخ فقد صار حرا من عوائق البدن المثقل وصارت روحه مع من أحب.
لو نظرتم للحقيقة فرحتم بانتقاله رضى الله عنه حيث صار مع الرفيق اﻷعلى ، مع النبى صلى الله عليه وسلم، مع سيدى أبى الحسن الشاذلى، مع اﻷنبياء واﻷولياء وحسن أولئك.
سيدى عبد القادر وداعا.
سيدى عبد القادر لبى نداء رب أفنى عمره فى الدعوة إليه.
تعجز الكلمات عن التعبير عما يجيش بالصدر من لوعة الفراق وألمه.
ومهما قلنا فﻻ يفى شىء بحقك ومقامك.
نعم العالم ونعم المربى ونعم الشيخ ونعم الوالد كنت لنا.
وراثا محمديا كنت أم ملكا سماويا عشت.
وحسبنا أنك انتقلت إلى حيث تحب مع من عشت العمر فى هداهم.

الخميس، ٦ ديسمبر ٢٠٠٧

26- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الاحتشام مع أهل العلم والدين

ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الاحتشام مع أهل العلم والدين ، وعدم بسط الرِّجل ونحوها إليهم ، وإن كان هؤلاء فى عداد مريديهم ، تقديرا واحتراما لما تحملوه من علم ، وذلك أدب ربانى عال ، فإنه من تبجيل الشريعة ، وتعظيم حرمات الله وشعائره ، ودليل على تقوى القلوب ، كما أشار إليه القرآن الكريم .

25- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : البشاشة فى وجه الجميع

ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : البشاشة فى وجه الجميع حتى يظن كل واحد أنه أقرب إلى الشيخ من غيره ، وهذه الأدب من وراثتهم للأخلاق المحمدية الكاملة ، فإن النبى صلى الله عليه وسلم كان دائم البشر فى وجوه أصحابه ، يقربهم ويودهم ، وكان جليسه يظن من عظيم إقبال النبى صلى الله عليه وسلم عليه أنه أحب الخلق إليه ، وذلك مشهور من حاله صلى الله عليه وسلم . ولهذا الأدب أثر عظيم فى تربية المريدين ، وإقبالهم على الطريق ، فإنه متى رأى بشاشة الشيخ فى وجه ، أحب الشيخ ، وتعلق به ، ثم تصير أخلاق الشيخ تسرى إليه شيئا فشيئا ، ولو لم يكن الشيخ كذلك لانفض المريدين من حوله ، وقد قال تعالى {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} .

الأربعاء، ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٧

24- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : تفويضهم أمر المريدين إلى الله تعالى

1- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : تفويضهم أمر المريدين إلى الله تعالى إذا بذل معهم غاية النصح ، ورباهم غاية التربية ، وذلك وراثة محمدية لقوله تعالى {لست عليهم بمسيطر} ، {وما أنت عليهم بجبار} ، والصبر على تربيتهم جدا ، والحلم عليهم عند خروجهم عن الآداب جدا . وقد رأيت سيدى عبد القادر مشهدا ذقت فيه الحكمة التى أشار إليه العلماء من أن الله تعالى لم يرسل نبيا إلا رعى الغنم ، وذلك لشدة انتشار الغنم يمينا ويسارا وميلها الدائم إلى ترك الطريق الجادة إلى غيرها ، ففى هذا المشهد الآتى رأيت المريدين – فما بالك بعامة الناس – كذلك حقا كالغنم الشاردة فى كل وجه ، بحيث لا يمكن أن يجمعها إلا الله وهنا يظهر بحق معنى التفويض لله والتسليم له بأن الجامع والمفرق والموفق لسعى الراعى إنما هو الله وحده . والموقف الذى رأيت فيه هذا المشهد أننا ذهبنا منذ عدة سنوات كما هى العادة سنويا فى أوائل الصيف إلى زيارة سيدى أبى العباس المرسى ومن حوله من الأولياء بالأسكندرية ، وبعد أن نفرغ من الزيارة والغداء يسمح لنا سيدنا الشيخ عبد القادر بوقت يأخذ فيه الكل راحته قبل الرجوع ، ويعطينا موعدا نجتمع فيه للعودة ، وفى الموعد تأخر اثنان منا جدا لأزيد من ساعة ، وكثر اللغط للغاية ، وكلف سيدنا الشيخ بعض الأحباب بالبحث عنهما فذهب أكثر ممن كلفهم فزاد عدد الغائبين ، ثم صار كل واحد يطرح رأيا رأيين ثلاثة كما شاء له الكلام ، ولو كنا مائة فأظن أن لغط الآراء ربما تعدى الألف ، وصار هرج كبير ، وخرج عامتنا عن الأدب إلا ثلاث منا أو أربع ، ولم يلتفت الأغلب لتنبيهات سيدنا الشيخ بعدم الانتشار ، وبلزوم الهدوء والاشتغال بالله ، ورأيت سيدنا الشيخ قد تحلى الصبر التام ، والحلم على الأحباب ، ولم يضجر منهم ، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبى الله ونعم الوكيل ، وينظر إلى وأنظر إليه ونعجب من حال الناس ، وسألنى أكثر من مرة : ما رأيك فى الحال الذى نحن فيه . فابتسم وأسكت ، وينكشف المعنى من ذلك فى باطنى فأنظر إليه فأجده يتبسم . وبعد قرابة الساعتين ظهر هذان الشاردان فأقبلا ومن حولهما من الأحباب يصيحون بهم ، فما زاد سيدنا الشيخ أن تبسم لهما وقال : حمدا لله على السلامة . وصرت أتعجب من هذا المشهد فإن الأحباب فى العادة على غير ذلك السلوك ، وقد سافرت معهم كثيرا ، ومرت بنا مواقف أصعب وأحرج من ذلك ، فلم يقع منهم ما وقع فى ذلك اليوم ، فلله الأمر .

الثلاثاء، ٢ أكتوبر ٢٠٠٧

23- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : غلبة الزهد والتقشف

ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : غلبة الزهد والتقشف ، وترك التوسع فى ملاذ الدنيا ، وهذا الأدب من أهم آداب الطريق ، على أن للقوم فى الزهد مشارب مختلفة ، وليسوا فيه على مشرب واحد كما يظن بعض الناس ، فمن الأولياء الذين رأيناهم من لا يبالى بالاتساع فى الدنيا إذا وسعها الله عليهم فيوسعون على أهاليهم ومريديهم ويتأنقون فى الملبس والمأكل لكنهم لا يبالون بها إذا زالت عنهم ولا يتأففون ولا يتضجرون ، وهذا هو محك الزهد الحقيقى : عدم التعلق القلبى بالدنيا . ومنهم من يكون زهده فيها على مشرب سيدنا الشيخ عبد القادر نفعنا الله به من عدم التعلق القلبى بها ، ثم يزيدون على ذلك بأخذ الحد الأدنى منها فيلبسون مثلا الملابس الجميلة اللائقة بحالهم النظيفة الجيدة ، لكن دون التأنق للغاية ، مع قدرتهم على ذلك لكن يدعونه زهدا ويقتصرون على الحد الأدنى منه ، وكذلك يأكلون ويشربون من المطاعم والمشارب ما دون الاتساع والتفنن فى ألوان الطعام وفاخره مع القدرة على ذلك ، لكنهم يدعونه زهدا ويقتصرون منه على الوسط . وكلا المشربين له أصل من السنة النبوية الشريفة ، كما يعلم ذلك من اطلع على أحوال النبى صلى الله عليه وسلم ، وإن كان الأغلب من أحواله صلى الله عليه وسلم الانصراف عن الدنيا وإيثار الفقر على الغنى .

الأربعاء، ٢٦ سبتمبر ٢٠٠٧

22- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الفقر التام إلى الله تعالى والتسليم إليه فى قضائه وقدره

ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الفقر التام إلى الله تعالى والتسليم إليه فى قضائه وقدره ، واليقين التام بأن كل ما ييسره الله تعالى من قضاء الحوائج أو دفع البلاء ونحو ذلك إنما هو بمحض فضله تعالى ومنه وكرمه ، وستره عليهم ، {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} ، فحصول ذلك لا بدعائهم ، ولا بتوجههم ، ولا بصلاحهم ، ولا بشىء غير فضله تعالى ومنه وستره ، وإذا قضى الله بمنع شىء من ذلك فوضوا الأمر فيه لله ، وعلموا أن مراد الله لهم أفضل من مرادهم لأنفسهم ، ولم يضجرهم ذلك ، ولا يقلقهم ، وقد قال تعالى {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} . وهذا من أكمل الآداب ، فإن بعض المريدين غير الصادقين يصيرون يتعلقون برقاب مشايخهم : ادعوا الله لنا بكذا ، نريد كذا ، ادفعوا عنا كذا ... إلخ ، ولا يسلمون أمورهم لله ، وإذا وقع الأمر على غير مرادهم أخذوا ينظرون إلى شيخهم متشككين أو معترضين . وكأنهم ما اتخذوا الشيخ شيخا إلا لتقضى لهم الحوائج الدنيوية على مرادهم فحسب . ولذلك كان هذا الأدب من أتم الآداب التى رأينا عليها سيدنا الشيخ عبد القادر عوض نفعنا الله به ، وبه يتعلم المريد تعليق همته بالله وتفويض أمره إليه ، عملا بقوله تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا والله يعلم وأنتم لا تعلمون} .

الاثنين، ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٧

21) عدم الإسراع فى إعطاء الطريق لكل أحد حتى يظهر صدقه

ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : عدم الإسراع فى إعطاء الطريق لكل أحد حتى يظهر صدقه ، وحتى يستخيروا فى إعطائه الطريق ، ووجود الأمارات والقرائن على أن الطالب للطريق هو حقا من أولاد سيدى أبى الحسن الشاذلى قدس الله سره ، ولا يفرحون بكثرة الطالبين دون رغبة صادقة ، ويسلمون الأمر لله فى كل من أتى إلى الطريق ولازم قليلا ثم انصرف عن الطريق وانقطع ، ويقيمون العذر له فى انقطاعه بكثرة الأشغال والجرى على أسباب الرزق والكسب ، وقد دلتهم التجربة على أن الطريق هكذا حالها تجمع وتفرق ، وتجذب وتطرد ، وتمتحن وتغربل ، ولا يثبت عليها إلا من صدق . وقد سمعت سيدنا الشيخ عبد القادر نفعنا الله به يحكى عن مولانا العارف بالله الشيخ أحمد العيسوى أنه حضر لديه ثلاثة أرادوا أخذ الطريق عليه ، فأجلهم للجمعة التالية لعدم انشراح صدره لذلك ، فلازم الثلاثة الحضور لديه أكثر من ثلاثة أشهر ، وفى كل أسبوع يؤجلهم للذى يليه ، فتعجب سيدنا الشيخ العيسوى لهذا مع كون الظاهر من أمرهم الرغبة فى الطريق ، وقد لازموا الحضور ، فرأى شيخه سيدنا الشيخ سعيد العدوى (خليفة سيدنا الشيخ جمال الدين القاوقجى ، والقائم ضريحه بمسجد القهوجى بالمنصورة) ، وهو يقول له : أعط الطريق لمن كان من أبناء سيدى أبى الحسن الشاذلى فقط وستجد فى وجهه نورا ، فنظر إلى الجماعة فى الحضرة فوجد عليهم جميعا نورا إلا هؤلاء الثلاثة .

السبت، ١ سبتمبر ٢٠٠٧

20- إخلاص النصيحة للمنتصح

20 - ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : إخلاص النصيحة للمنتصح وإن خالفت النصيحة هوى المنتصح ، فإنه ربما يأتى المنتصح إلى الشيخ يسأله النصيحة فى أمر يكون هواه فيه مائلا إلى جهة ما ، ويريد أن يحمل الشيخ حملا على أن يشير عليه بما فيه هواه ، ويصبح الغرض من طلب النصيحة هو جعل الموضوع فى رقبة الشيخ لا غير ، وقد رأيت هذا كثيرا من الناس ، وربما يرى الشيخ أن الشرع والصواب والمصلحة فى غير ذلك فيشير عليه بذلك ، فيصير المنتصح لا يسمع للشورى ويخالف إلى ما يهوى ، فما الداعى للنصيحة أصلا ، والأدب أنك إذا وجدت فى نفسك ميلا قويا إلى جهة من الأمر فلا تستشير ثم تخالف ، وإنما على الإنسان قبل أن يكون ميله إلى هذه الجهة أو تلك أن يستخير ويستشير ، ثم ما تيسير له مضى فيه فإن الإذن علامته التيسير ، إما أن يستخير المرء أو يستشير ثم يخالف فليس من الأدب . وقد رأيت سيدى عبد القادر فى مواقف عدة يخلص النصيحة للمنتصح وإن خالف ذلك هواه ، وهذا من كمال وراثته المحمدية رضى الله عنه فإن المستشار مؤتمن كما ورد فى السنة ، ومن استنصحك فجاريته على هواه - كما يقع لكثير من المتمشيخة – حتى لا يتركك ويظل ضمن أتباعك فقد غششته وداهنته .

الاثنين، ٢٠ أغسطس ٢٠٠٧

19 - الاهتمام بأمر من يشاوروهم من الناس

ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الاهتمام بأمر من يشاوروهم من الناس فى أمورهم ، فيشتغل سرهم بذلك انشغالا تاما ، ولا يزال متوجها فيه إلى الله تعالى حتى يكشفه الله تعالى ويرفعه أو يخففه عن صاحب الأمر . وقد شهدت من سيدى عبد القادر هذا الأمر بنفسى ، فى أمور عدة كنت أرجع إليه فيها مستشيرا ، أو سائلا الدعاء فى بلاء نزل ونحو ذلك ، فأجده دائم السؤال والتحرى عما قضى الله فى الأمر حتى يكشف الله تعالى . ولا شك أن فى هذا الأدب عمل بروح القرآن والسنة النبوية الشريفة من الاهتمام بأمر المسلمين عامة وخاصة ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يتفقد شئون أصحابه ويسأل عنها دائما . وقد رأيت من متمشيخة العصر من لا يبالى بحال من معه ، وأقصى ما يناله المريد منه قراءة الفاتحة بقلب مشغول بارد لا يبال بما نزل به من بلاء ، ولو صدق المتمشيخ فى التوجه وصدق النية فى قراءة الفاتحة لكان لها أثرها .

الخميس، ١٦ أغسطس ٢٠٠٧

18 - الهمة العالية وعدم الركون إلى الدعة

ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الهمة العالية وعدم الركون إلى الدعة ، والكسل أو دواعى المرض والثقل ، بل شأنهم دائما فى السعى إلى مختلف أنواع العبادات والطاعات وعدم الكسل ، وقد رأيت سيدى عبد القادر مع السن العالية لا يفتر عن ذلك بينما يصيبنا الكسل والفتور على صغر السن ، فكنت أنظر إليه وأستحيى مما نحن فيه ، أما هو رضى الله عنه فقد امتلأ وقته بالطاعات أبدا ، فإن انفرد بنفسه فديدنه التنفل بالصلاة إن سمح الوقت ولم يكن وقت كراهة ، وإلا فتلاوة القرآن أو النظر فى شىء من العلم ، وإن أتاه ضيف فالمجلس كله أدب وعلم ودين ، مع المواظبة الدائمة على الرواتب الواردة عن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم من نوافل الصلاة والصيام ، فرضى الله عنه وجزاه عنا خيرا .

17 - الأخذ بالأسباب

17 - ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الأخذ بالأسباب ، مع توجه السر دائما إلى الله تعالى ، وتعلق القلب به فى ترتيب المسببات على أسبابها ، وقطع النظر إلى الأسباب رغم أخذهم بها . وقد شهدت مع سيدنا الشيخ عبد القادر واقعات عدة رأيته فيها على ذلك ، خاصة فى السفر ، فيحث على الأخذ بأسباب السفر بتمامها ، بحيث لا يتركون مما يحتاجه المسافر شيئا ولو صغيرا حتى الملح والأكواب فضلا عن كمية كافية من الأطعمة تكفى الأخوان المسافرين ومن قد ينزل عليهم من أضياف الطريق ، ثم لا يكف سيدنا الشيخ عن اللجوء إلى الله بالبركة فى الزاد ، وطلب الستر وعدم الفضيحة وعدم الحاجة أثناء السفر . وبعد هذا فمهما وقع من أمر على خلاف العادة ستروه وكتموه ولم ينشروه ، ولا يعرف بشىء منها إلا من حضرها ، وقلما سمعتهم يتحاكون بشىء من ذلك .

الأربعاء، ١٥ أغسطس ٢٠٠٧

16- تقديمهم لمقدم كل قوم وإجلاله وتكبيره فى عيون أتباعه ومحبيه

16- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : تقديمهم لمقدم كل قوم وإجلاله وتكبيره فى عيون أتباعه ومحبيه مراعاة منهم لمصلحة الطريق فى بقاء جماعة كل شيخ مجتمعين حوله ، وعدم انفضاضهم عنهم حتى ولو كان لشيخ أكمل ، فإن من انتقل عن شيخه قلما يثبت له قدم فى الطريق ، وهذا الأدب أدل دليل على أنهم يدعون الناس إلى الله لا إلى أنفسهم ، فإن المتمشيخ المدعى الذى يدعو الناس إلى نفسه يصير يريد أن يستولى على أتباع غيره ، ولا يطيق أن يراه مريدوه يجتمع مع شيخ غيره ، خشية أن ينجذب مريدوه إلى ذلك الشيخ الآخر ، أو يريد أن يظهر ويعلو على الشيخ الآخر ليجذب مريدين ذلك الشيخ إليه . أما المشايخ الصادقين الراغبين إلى الله وحده مثل سيدى الشيخ عبد القادر ومن نحا نحوه ممن أدركناهم من أكابر مشايخ الوقت كشيخنا الولى العارف سيدى سيف الدين الكردى – على ما ذكرنا فى مناقبهم - فرأيناهم لا يبالون بذلك .

15- معرفة رجال الله تعالى من الأولياء بمجرد النظر

15- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : معرفة رجال الله تعالى من الأولياء بمجرد النظر ، وقد لاحظت ذلك من سيدنا الشيخ عبد القادر عندما يجتمع الناس عليه ، وكان ذلك أمرا واضحا لكل بصير عندما اجتمع الناس عليه بمسجد سيدى أبى الحسن الشاذلى على ما ذكرنا قريبا ، ولهم فى ذلك شأن عجيب فربما يزيدون فى العناية والإقبال برجل رث الهيئة فقير بما لا يكون مع حسن الهيئة .

14- عدم صدهم من يريد مصافحتهم ، أو السلام عليهم ممن لم تسبق لهم المعرفة بهم وإن كثر الناس وأرهقوهم بذلك

14- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : عدم صدهم من يريد مصافحتهم ، أو السلام عليهم ممن لم تسبق لهم المعرفة بهم وإن كثر الناس وأرهقوهم بذلك ، وقد رأيت سيدى عبد القادر يحتمل فى سبيل ذلك جهدا عظيما ، وقد شهدت معه فى ذلك وقائع عدة كنت أرى فيه إقبال الناس عليه رضى الله عنه ، وأرى ذلك من إقبال الله ، ومن ذلك أننا كنا فى زيارة سيدى أبى الحسن الشاذلى بجنوب مصر فى أواخر ربيع الأول سنة 1428 هـ ، وقد وصلنا إلى هناك قبيل صلاة الجمعة ، وكان المسجد مزدحما للغاية ، فجلسنا فى آخر المسجد قريبا من الباب ، وبعد الصلاة أراد بعض المصلين أن يسلم على سيدنا الشيخ ، فمنعه بعض أخواننا شفقة منه على سيدنا الشيخ من جهد السفر الطويل ونظرا أيضا للزحام الشديد ، فطلب سيدنا الشيخ من هذا الأخ أن يدع من يريد المصافحة أن يفعل ، وفى لحظات قليلة وجدنا أن عامة أهل المسجد يتزاحمون يريدون السلام على سيدنا الشيخ ومصافحته وطلب الدعاء منه ، فاضطررنا للتحلق حول سيدنا الشيخ فى حلقة قوية حتى لا يقع الناس بعضهم على بعض أو على سيدنا الشيخ والجالسين حوله من كبار الأحباب ، ونظم حركة المسير بحيث يمر الذى يريد السلام من جهة ويخرج من أخرى ، واستمر الحال على ذلك أزيد من الساعة فيما أظن ، وكان منظرا عليه من الهيبة والجلال والمحبة وتعلق الناس بمشايخهم ورغبتهم فى الصالحين ما الله به عليم ، وقد كنت واقفا فى الحلقة مما سمح لى بتأمل الواقعة بكل تفاصيلها ، وقد علمت أن ذلك من إقبال الله على سيدنا الشيخ ، ومن تمام ولايته ، بحيث خضع له عامة مشايخ الطريق الآخرين الحاضرين بالمسجد ، هم ومريدوهم الذين معهم ، وقد رأيت سيدنا الشيخ وقد تواضع لله للغاية وخشع مع تزايد إقبال الناس عليه ، وتملكه البكاء أكثر من مرة ، ولم أر سيدنا الشيخ فى حال من الجلالة والحضور مع الله والخشوع والخضوع له تعالى مثلما رأيته فى هذه الحال ، وقد ذكرنى ذلك بحال النبى صلى الله عليه وسلم عند دخوله مكة فقد صح أنه لما دخلها فاتحا تواضع لله تعالى حتى لصق بظهر دابته صلى الله عليه وسلم ، فأيقنت بكمال سيدى عبد القادر رضى الله عنه وأنه وارث محمدى على الحقيقة ، وأنه رأى فى إقبال الخلق إقبال الله ، فحضر مع مَن أقبل بهم إليه ، ولم يحجب بهم عنه ، ولا شغلوه عن مراقبته تعالى ، وهذا من رسوخ ولايته رضى الله عنه ، وقد رأيت هذا الأمر من إقبال الناس عليه حتى العوام الذين لا اشتغال لهم بالطريق مرارا ، من ذلك أنا كنا بصحبته رضى الله عنه فى زيارة لسيدى أبى العباس المرسى بمدينة الإسكندرية منذ عامين تقريبا ، وبعد أن خرجنا من مسجد سيدى أبى العباس متوجهين لزيارة مسجد سيدى البوصيرى أمامه على بعد خطوات يسيرة ، فإذا بكثير من الناس المارين بميدان الجوامع يقبلون على سيدى عبد القادر يقبلون يديه ، ويطلبون منه الدعاء ، وكنت متأخرا قليلا عن سيدنا الشيخ بأعلى درج المسجد ، وسيدنا الشيخ قد نزل مع الأحباب إلى الشارع فسمح لى ذلك بتأمل ما وقع ، فرأيت كأن مغناطيسا يجذب الناس جذبا إلى سيدنا الشيخ ، ومن العجيب أنه بعد قليل أتى موكب الطرق الصوفية مارا فى طرقات المدينة حتى انتهوا إلى ميدان الجوامع وهم يطبلون ويزمرون ويصيحون بطريقة سيئة لا تمت للإسلام ولا للتصوف بصلة قاصدين الاحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم الذى قد أشرف موعده فلم يجتمع إليهم أحد بل أثاروا سخط الجميع ورفضهم ، فعلمت أن الإقبال والإعراض إنما هو بيد الله الذى بيده قلوب العباد يقبل بهم على من يشاء ويصرفهم عمن يشاء ، ورأيت عروسين أتيا ليتم تصويرهما بميدان الجوامع ، فلما رأوا سيدنا الشيخ قصداه طالبين الدعاء ، سألين أن يصور معهما ، ووقع نفس الأمر من عروسين آخرين بمدينة قنا هذا العام (سنة 1428 هـ) عند زيارتنا لسيدى عبد الرحيم القناوى فى رحلتنا لزيارة الشيخ أبى الحسن الشاذلى ، حيث نزور سيدى عبد الرحيم ونبيت ليلة بمدينة قنا ثم نكمل المسير إلى سيدى أبى الحسن الشاذلى .

13- إكرام الضيف للغاية

13- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : إكرام الضيف للغاية ، وبشاشة الوجه له جدا ، وبسط المجلس له ، بحيث لا يتحرج الضيف من رفع حاجة له ، أو سؤال ، أو استفتاء ونحو ذلك ، وهذا من الآداب العظيمة التى رأينا عليها سيدى عبد القادر ، فإن غرض الزائر لشيخه أن يستفيد منه ، فإن ظل الشيخ على هيبته ، ولم يبسط لزائره فى المجلس ، ربما ذهب وفى صدره حاجة لم يذكرها من هيبة الشيخ ، وقد رأيت من مشايخ الوقت من لا يبسط لزائر مجلس قط فنذهب المرات والمرات إليه ولا نستطيع أن نتفوه بكلمة من شدة هيبة المجلس ، وربما كان فى هذا غرض صحيح أيضا من تعليم الأدب وتقليل الكلام ونحو ذلك ، ورأينا من مشايخ الوقت من يزيدون فى الانبساط فى المجلس بحيث ينقلب الأمر إلى الضد ويصير المجلس مجلس هرج وضحك ، أما سيدى عبد القادر فيأخذ بالميزان المستقيم ، فيبسط المجلس بحيث لا يخرج به عن حد الوقار ، ولا يمنع الجالس من حاجته وسؤاله .

12 - الاهتمام لأمر الطريق جدا

12- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الاهتمام لأمر الطريق جدا ، والسعى جهد الطاقة لإحيائه ، ودعوة الناس إلى الله بالحال والمقال ، لا يدخر فى سبيل ذلك جهدا ولا مالا ولا وقتا ، ورغم السن العالية لسيدنا الشيخ فإن همته فى نشر الطريق تتصاغر أمامها هممُ محبيه ممن يلازمونه فى الحل والترحال ، ولا شك أننا فى زمان قد كثرت فيه القواطع والموانع بحيث يصير الناس فى غفلة عن الله ، حتى المحب للطريق غير المنكر عليه يصير لا يكاد يفرغ من كثرة الشواغل والقواطع ، أضف إلى ذلك كثرة إنكار الجهلاء من أذناب الوهابية ، فضلا عن الصادين عن سبيل الله ، وما أكثرهم فى هذا الزمان ، وكل ذلك يوجب مزيدا من الجهد على شيوخ الطريق ، وهو ما لمسناه دائما من سيدنا الشيخ ، ولا يفتىء يحث النجباء من مريديه على أن يهتموا بدعوة الناس إلى الله ما استطاعوا .

11- كراهيتهم لوصفهم بالقطب ونحوه من مريديهم

11- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : كراهيتهم لوصفهم بالقطب ونحوه من مريديهم ، وهو أدب يحمل من داخله عدة معان أو آداب أخرى ، منها عدم رؤية النفس وأن المرء لا بد أن يرى نفسه أنه لا يصلح أن يوصف بذلك ، ومنها أدبهم مع كبار الأولياء من مشايخهم ومن سبقهم فهؤلاء هم الذين حقا يوصفوا بمثله هذه الأوصاف ، وقد رأيت سيدى عبد القادر زجر خادمه سيدى عبد العزيز أبو ليلة زجرا شديدا عند إنشاد أحد القصائد فى حضرة من الحضرات وفى القصيدة : ((وبالقطب العيسوى)) فقال الشيخ عبد العزيز : ((وبالقطب العوضى)) يعنى شيخنا سيدى عبد القادر عوض ، فزجره الشيخ ، فأعادها عبد العزيز ، فزجره الشيخ ، فأعادها عبد العزيز ثالثة فقذفه الشيخ بكراس فى يده فى أثناء الحضرة مكتوب فيها القصيدة وقال له : ما تقول مثل الناس ، وغضب الشيخ جدا مع سعة حلمه ، وطول صبره ، ورفقه الدائم ، فلم أره غضب لأمر وقع من أحد المريدين مثل هذا ، ولم أره اشتد على أحد فى تعليم وتأديب مثل هذا ، فرضى الله عنه ، وقد علمت من بعض الأخوان بعض الحضرة أن سيدى عبد القادر قد سبق منه التنبيه على عبد العزيز بألا يقول ذلك ، فلهذا اشتد عليه فى هذه المرة ، لمخالفته وعدم طاعته . والذى أنا على يقين منه أن شيخنا سيدى عبد القادر كان دائما لا يرى نفسه وليا ، ولا شيخا مثل من سبق من الأولياء والمشايخ المتقدمين ، فمن كان كذلك لم ير نفسه أهلا لأن يوصف بهذه الأوصاف ، وقد أدركت عامة مشايخنا على نفس القدم ، لا يرون أنفسهم شيئا ، فالله ينفعنا بصحبتهم .

10- الاهتمام بأمر مريدهم جدا

10- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الاهتمام بأمر مريدهم جدا ، وانشغال السر به ، بحيث لا يتركونه فى نازلة وحده ، وتصير النازلة كأنها نزلت عليهم قبله ، ولا ينفرج سرهم إلا بانفراج النازلة ، وقد رأيت من شيخنا فى هذا الباب الكثير ، فكنت إذا مرت بى ضائقة أحكيها له ، وأسأله الدعاء فى رفعها ، فأجده يهتم لها جدا ، ويصير منشغل السر بها ، ولا يدع مرة أخاطبه أو أزوره وإلا ويبادرنى بالسؤال فيما فعلت فى الأمر الفلانى ، وهل زال أم ماذا ، ثم أجد بركة اهتمامه هذا بزوال الأمر وانقضائه على ما أحب ، لكن صرت أستحيى منه من شدة اهتمامه لذلك من أن أحكى له أمرا أو أحمله هما من همومى ، ثم رأيته يفعل ذلك مع مريديه جميعا ، فضلا عما يحمله من هم أمور العامة والأمة ، وهذا أمر صعب وحمل عظيم يتحمله الشيخ عن مريديه ، والحق أن هذا هو الأصل فى الشيخ ، وقد رأيت من شيوخ العصر من لا يبالى بما يقع فيه مريدوهم ، وإذا ذهب المريد يحكى له شيئا لا يمكنه يتمه بل يسابقه الشيخ بقراءة الفاتحة لزوال ذلك ، وإذا عاد المريد بعد ذلك ليخبر شيخه بما تم فى الأمر يصير الشيخ لا يدرى فيما يتحدث مريده بسبب خلو سر الشيخ من الاهتمام به ، وليس كذلك سيدى عبد القادر فلله الحمد على ما أنعم به علينا من صحبته .

9- معرفتهم بعلامات الطاعات والعبادات والمعاصى

9- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : معرفتهم بعلامات الطاعات والعبادات والمعاصى ، ورأيتهم لآثارها على وجوه الناس ، بحيث يمكّنهم ذلك من إرشادهم على وجه صحيح ، فيرون ما ينقص المريد وما يزيد فى نوره ، وهذا من لطيف تربيتهم ، وقد حضرت سيدى عبد القادر فى منزله يوم عرفة مع جماعة من الأخوان فسألهم واحدا واحدا عن صيامهم هذا اليوم ، فالكل أجاب بما أفاد أنهم صيام ، ثم كرر السؤال على أحدهم ثلاثة مرات ، فيجيب المسئول بالحمد لله ليفيد بأنه صائم ، فلما خرجنا راجعت المسئول فى مغزى تكرار الشيخ السؤال عليه ، فأخبرنى بأنه لم يستطع الصيام من أول اليوم وفاته موعد دواء كان يأخذه فاضطر للفطر ، فعرفتُ أن الشيخ أدرك أنه ليس بصائم . ولما كنا صحبة الشيخ صفر سنة (1428 هـ) فى زيارة سيدى أبى الحسن الشاذلى ، ووقفنا فى العودة بمدينة القصير للطعام والراحة ذهب بعض الأخوان (وهو العميد محمد عبد الحى أبو ليلة) لشراء شىء من بعض المحال ، فسأله البائع أليس فى ذلك شد الرحال المنهى عنه ، وأين هم الشيوخ الذين يوثق بهم اليوم ، فقال له أخونا : تعال سلم على شيخنا . فطاوعه البائع ، وذهب إلى الشيخ فلما دنا منه قال له الشيخ سرا : ((إنك لا تصلى فحافظ على الصلاة)) ، فقبل الرجل يد الشيخ وانصرف متعجبا ، وقال لأخينا : كيف عرف أنى لم أصل كيف عرف .